
أكادير.. مياه معبأة بالبلاستيك تحت أشعة الشمس ..هل يتحرك مكتب حفظ الصحة ؟
هبة بريس – عيد اللطيف بركة
في شوارع مدينة أكادير، يتزايد الحديث عن ظاهرة مقلقة بدأت تثير تساؤلات عديدة بين المواطنين بشأن سلامة مياه الشرب المعبأة التي تباع في المحلات التجارية، ففي الوقت الذي تزداد فيه حرارة الصيف وتنتعش حركة شراء المياه المعبأة، يلاحظ العديد من المواطنين تعرض هذه المياه لشمس الصيف الحارقة لساعات طويلة دون أدنى اهتمام من التجار أو الجهات الرقابية.
ورغم أن الشركات المعبأة للمياه تضع تحذيرات واضحة على عبواتها تنبه فيها إلى ضرورة حفظ المياه بعيدًا عن أشعة الشمس، إلا أن المحلات التجارية لا تكترث بتلك الإرشادات، بل غالبًا ما تترك القنينات تحت الشمس لساعات طويلة، ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة على المستهلكين.
– مخاطر صحية: ما وراء الظاهرة؟
يعرف الجميع أن تعرض المياه المعبأة لأشعة الشمس لفترات طويلة يمكن أن يؤدي إلى تسرب مواد كيميائية ضارة من البلاستيك إلى الماء. فالبلاستيك، خاصة الأنواع التي تستخدم في تعبئة المياه، يحتوي على مواد قد تتفاعل مع الحرارة وتنتج مركبات قد تكون سامة أو مسرطنة، أبرز هذه المواد هو “البيسفينول A” (BPA)، الذي يدخل في صناعة البلاستيك المستخدم في العبوات المعبأة.
عندما يتعرض هذا البلاستيك لحرارة الشمس لفترات طويلة، يبدأ الBPA بالتسرب إلى المياه، ما يشكل تهديدًا للصحة العامة، خاصة عندما يتعلق الأمر بالأطفال وكبار السن الذين هم الأكثر عرضة لهذه المواد السامة.
إضافة إلى ذلك، يمكن أن تتغير خصائص المياه نفسها بسبب التعرض للحرارة، ما قد يؤدي إلى طعم غير مستساغ أو حتى ظهور بكتيريا أو فطريات نتيجة لتكاثر الكائنات الحية الدقيقة في بيئة رطبة ودافئة.
– غياب المراقبة والرقابة
في الوقت الذي تشدد فيه القوانين الصحية على ضرورة الحفاظ على جودة المنتجات الغذائية والمشروبات، تظل ممارسات بعض التجار في أكادير او مدن الجهة تدور في حلقة مفرغة. إذ لا توجد رقابة صارمة من مكتب حفظ الصحة او الجهات الأخرى الموكول لها هذ الاختصاص، على كيفية عرض وتخزين هذه المياه في المحلات التجارية. وهذا يشير إلى ضعف دور الجهات الرقابية الصحية، والتي يُفترض أن تكون حريصة على تطبيق معايير السلامة الغذائية في الأسواق.
من خلال تجارب عديدة، يشكو المواطنون من إهمال المراقبين الصحيين، الذين يبدو أنهم لا يتفاعلون مع هذه القضية إلا بعد وقوع الضرر. وبالرغم من النداءات المتكررة من فعاليات المجتمع المدني ووسائل الإعلام، فإن الوضع لا يزال على حاله.
– الحاجة إلى توعية شاملة
في ظل هذه الظروف، تبرز الحاجة إلى توعية كل من التجار والمستهلكين على حد سواء، يجب على التجار أن يدركوا أن الحفاظ على سلامة المنتجات التي يقدمونها ليس مجرد مسؤولية قانونية، بل أخلاقية وصحية أيضًا، ويجب عليهم اتخاذ التدابير اللازمة لتخزين المياه المعبأة في أماكن في الظل وباردة بعيدًا عن الحرارة المباشرة.
أما على مستوى المستهلك، فيجب أن يكون هناك وعي أكبر بشأن تأثير هذه الممارسات على الصحة، فالتوعية بأهمية اختيار مياه معبأة تم تخزينها بشكل سليم قد تقلل من الآثار الصحية السلبية لهذه الظاهرة.
– دعوة لتحرك عاجل
إن الفحص الدوري والمراقبة الدقيقة من قبل السلطات الصحية في أكادير أمران لا مفر منهما لضمان سلامة المواطنين، حيت يتعين على الجهات المعنية تطبيق العقوبات اللازمة ضد التجار الذين يعرضون صحة المستهلكين للخطر بسبب تخزين المياه بطريقة غير صحية.
إن معالجة هذا الوضع تتطلب التعاون بين الجهات السلطات المحلية ومكاتب حفظ الصحة والتجار والمستهلكين أنفسهم، فعندما تتحرك الجهات المختصة بشكل جاد، يتم تطبيق العقوبات الرادعة، وتنشأ ثقافة من الوعي الصحي، يمكننا حينها أن نتفادى المخاطر الصحية المرتبطة بتخزين المياه المعبأة تحت أشعة الشمس الحارقة.
و يبقى السؤال قائمًا: هل ستتحرك الجهات المعنية لحماية صحة المواطنين، أم أن هذا الإهمال سيظل سائدًا حتى نواجه أضرارًا صحية لا تُحمد عقباها؟.
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram
تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X